برائتي
أسرع طريقه لتخسر أصدقاءك
بواسطة برائتي, 26th September 2014 عند 07:50 PM (519 المشاهدات)
تلقيت قبل فترة رسالة طويلة جميلة من شخص التقيته في مناسبة عامة. حملت رسالته العديد من الأسئلة الشيقة والانطباعات المثيرة، آثرت أن أرد على الرسالة لاحقاً حتى أحشد فيها إجاباتي ومشاعري كما ينبغي متى ما وجدت الوقت المناسب، كلما شرعت في كتابة الرسالة الجوابية له توقفت عن استكمالها لأسباب واهية، مر اليوم تلو الآخر ووصلتني رسائل أخرى أجلت الإجابة إليها حتى أرد عليها كما يليق، تراكمت الرسائل والمهام علي ولم أعرف من أين أبدأ؟ وكيف أبدأ؟ ومتى أبدأ؟ التقيت هذا الشخص بعد عدة شهور في مناسبة أخرى، توجهت إليه بحماس، قابلني بجفاء فاقع، قبل أن أنهمك في البحث عن الأسباب التي جعلته يقابلني بهذا الوجه العبوس تذكرت عدم إجابتي على رسالته، حاولت أن أصوب خطأي وأسوغ له المبررات، لكنه لم يتقبل أي حوار بيننا، تحول من محب إلى خصم، لا يتقبلني ولا يقبلني.
منذ ذلك اليوم تعلمت درساً قاسياً يتمثل في ألا أرجئ الرد على أي رسالة مهما كانت ظروفي وذرائعي، أستطيع على أقل تقدير أن أكتفي برد قصير وأفصل لاحقاً على أن أؤجل الرد ثم لا أرد نهائياً، الناس لا تقرأ ما في الصدور، النية الطيبة غير كافية.
يقول الباحث ستيفن لاروك إن من لا يرد على رسالة نصية في هاتفه أو رسالة إلكترونية على بريده في نفس اليوم يجعل من نسبة الرد على الرسالة ضئيلاً، وكلما زاد التأخير كلما ضاعف من احتمال عدم الرد نهائياً.
نسيء التقدير كثيراً عندما نعتقد أنه بتأجيلنا الرد على الآخرين سنتمكن من الرد بشكل أفضل، التأجيل مهما كانت المبررات لا يجعلنا نجيب بشكل أفضل، بل لا يجعلنا نرد، يدفعنا إلى استمراء التسويف والارتماء في أحضان الأوهام.
أجمل الردود والإجابات هي التي تهطل مباشرة، فلا أجمل من أن تتناول رسالتك طازجة كالفاكهة، فكلما تأخرت في تناولها كلما فقدت طعمها ونكهتها وربما فسدت.
أسوأ شيء قد نقدمه لأحبتنا وأصدقائنا أن نتأخر عليهم في إجاباتنا على رسائلهم، فلا يوجد شيء يثير حنق الآخرين كأن نسجنهم خلف قضبان الانتظار، الشعور بالتجاهل مؤلم وموجع، يودي بحياة الكثير من الصداقات والمشاعر الإيجابية، يحيلها إلى عداوات ومشاعر سلبية.
إن التأجيل خدعة ترتدي ثيابا زاهية.
مقال أعجبني ولمس بعضاً مما في داخلي فنقلته لكم
..