★彡جنح فطرس 彡★™
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
بواسطة ★彡جنح فطرس 彡★™, 10th August 2014 عند 12:59 PM (309 المشاهدات)
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
بقلم: عبود مزهر الكرخي
هذه الآية وردت في محكم كتابه في القران الكريم وفي [سورة ق: 18] والتي قبلها الآية التي تقول {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ}(1)وهي تبين إن الإنسان مراقب في كل ما يتصرف من قول وفعل وقد بين عز وجل وقوله: (عن اليمين وعن الشمال قعيد) تمثيل لموقعهما من الإنسان، واليمين والشمال جانبا الخير والشر ينتسب إليهما الحسنة والسيئة ولهذا كان اليمين يرمز إلى قول الخير وفعله أما الشمال فكان رمز إلى جانب الشر والشيطان.
ومن هنا كتبت مقالي والذي يدور على الفوضى الكارثية التي يعيشها العراق ومن ضمنها المعترك الثقافي لأن أصبح كل من هب ودب يكتب ويفلسف الأمور وفق أهوائه وأمزجته ويكتب إي شيء بمجرد أن يسحب قلمه وينقلب في كتاباته وأرائه كما يمثل ب 180درجة من كتابة إلى أخرى أي رأساً على عقب وخصوصاً في ثورة المعلوماتية وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً الفيس بوك تراه يحلل الأمور والواقع السياسي وفق ما يحلو هواه ومزاجه ولو كان ذلك انقلاب على ما كتبه قبل فترة قصيرة وتجد الكثير من أنصاف المتعلمين وأشباه المثقفين والذين جلسوا على الكمبيوتر يصفقون ويهللون لمن ينشر مثل هذه الترهات بحجة حرية الفكر والعلمانية ونشر الكلمة الحرة ومع الأسف الشديد.
والتي بالحقيقة هي كلها عكس ذلك لأن من تناقشه وترد عليه تراه رأساً يقف لك بالمرصاد ويهاجمك بالتسقيط وبكل عنف وهمجية بحجة أنه له حرية في اعتناق الرأي الحر وعدم فرض الأفكار عليه مع العلم انه يطالبك أن تؤمن بأفكاره وبما يقوله والتي تمثل تلك قمة الانحطاط الفكري والثقافي والتي تدخل كما قلنا في الفوضى التي يعيشها العراق والتي من ضمنها المعترك الثقافي وأقول معترك واعني ما أقول لأنك أصبح من تناقش أحد فعليك أن تتوقع من المقابل إن يوجه كل أنواع الهجوم عليك وحتى بأشد وأقذع العبارات لأنك خالفت رأيه المحترم. كما ويتهمك بالجمود الفكري لأنك ذو رأي ثابت وملتزم وقد تحملنا من هذا الشخص الكثير من الآراء والخزعبلات وخصوصاً على ديننا الحنيف والذي يربط بكل ما يسيء الدين حيث يعتبر مايقوم المجرمين من مجرمي القاعدة وداعش ومن لف لفهم هو يمثل الإسلام ويعتبر هو هذا الإسلام على حقيقته وقد كنا نرد عليه ونناقشه بالمصدر والدليل بأن ليس هذا الإسلام المحمدي وأهل البيت ولكنه كان قد أعمى عينه وأصم آذانه عن ذلك وحتى في كل الأمور نناقشه بكل هدوء وعقلانية وهدوء وفي الأخير يتهرب كعادته لأنه لايملك الحجة والدليل والمنطق والذي كان جل ما يقوله هو ترهات وكلام فارغ لا يستند إلى أي دليل أو مصدر ونحن عندما كنا نناقشه والحوار معه ملتزمين بقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه إذ يقول {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (2) وكما يقول سيدي ومولاي الأمام جعفر الصادق (ع) { شيعتنا كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا} وأن لا نكون سبابين حال حالهم وحال الآخرين ولهذا كنا أصحاب حوار عقلاني وموضوعي تأسياً برسولنا الأكرم محمد(ص)وأئمتنا(سلام الله عليهم أجمعين)وعلماؤنا وفقهاؤنا(رحم الله الماضين وأدام الله ظل الباقين) وهذا هو سر عظمة مذهبنا وكونه مذهب محمدي خالص لوجه الله عز وجل مما أدى إلى انتشار واتساع المد الشيعي يوماً بعد يومبسب الالتزام بهذا المبدأ.
فالثبات الفكري والالتزام به هو ليس جموداً فكرياً كما عبر عنه الأخ الذي أشرنا إليه والذي يمشي على شاكلته الكثير من العلمانيين وأصحاب الأفكار المتناقضة والذين لايلتزمون بخط فكري معين بل حتى يؤمنون بالمبدأ الميكافيلي ((الغاية تبرر الوسيلة)) وكذلك في السياسة الذي يسمونه فن الممكن إلى أخر هذه المفاهيم والمصطلحات التي تدخل في خانة الانتهازية والتلاعب الفكري واللعب على عدة حبال وهذا ما لا يقرة الكثير من المثقفين سواء كانوا إسلاميين أو من أصحاب الالتزام الفكري الرصين بل يصل إلى حتى عدم التعامل مع مثل هذه النماذج الفكرية فالإنسان خلقه الله في أحسن تقويم وفضله على باقي المخلوقات وأعطاه ميزة العقل والتفكير والتي بها ساد على الكل المخلوقات ولهذا كان هذا العقل هو المجس والمستشعر لكل الحالات الشاذة فهو من ناحية يخلق في داخل الإنسان رقابة ذاتية على سلوكياته وتصرفاته حيث يؤمن الإنسان في ظل الشريعة الإسلامية إن التبريرات مهما بلغت من قدرتها الكبيرة في الإقناع فإنها لا تقنع بما يحيط بالإنسان إحاطةً تامة ويعرف أسرار الأمور. ولهذا كان الوازع الديني والأخلاقي هو المستشعر لكل ذلك وكان فوق كل ذلك الرقيب هو الله سبحانه وتعالى والذي لا تخفي عليه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولهذا جاء قوله عز وجل في محكم كتابه{يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}.(3). فالتبريرات قد تنجح في إقناع الناس أو الحكام ويمكن أن تنطلي عليهم بعض الحقائق ولكن الله سبحانه لا تخفى عليه خافية حتى أن في يوم القيامة يتعجب الإنسان من كتابه الذي يعتبر سجلاً لأعماله فيسلم إليه يقول {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا}(4) ليتعجب الإنسان من ذلك ثم يقول له {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.(5)
ولهذا فكل مانكتب ونقول هو مسجل من قبل كرام كاتبين لترفع صحيفة الأعمال عند الله سبحانه وتعالى والذي لا يغرب عنه مثقال ذرة وهنالك يخسر المبطلون.ولهذا هناك حديث لسيدي ومولاي أمير المؤمنين وهو يخص كل الكتاب والمثقفين وعلى مدى الزمان إذ يقول{أيها الكاتب ماتكتب مكتوب عليك فأجعل المكتوب خيراً فهو مردود عليك} ومن هنا فلنكتب بما تمليه ضمائرنا وان تكون ضمائرنا هي الرقيب على ما نكتب ونقول وأقول هذا القول للعلمانيين والذين ليس لديهم أيمان حقيقي فنحن قبل ضمائرنا الرقيب هو الله لأنه ونرجع إلى الآية التي عنوان مقالنا التي تقول {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} والتي من المفوض الكل يجب ان يلتزم بها ولكننا نحاور من يخالفنا على حد فهم عقولهم القاصرة ونقول لهم يجب ان لايكون قفز في الآراء والكتابات من هذا الموقف إلى موقف آخر بالضد منه ويسير في عكس الاتجاه تماماً لأنه كل من يكتب بهذا الشكل سوف تحسب عدة نقاط ضده في أتخاذ المواقف المتناقضة وعندما يريد أن يمسك القلم فلا يفكر في لحظته الآنية ويكتب وبدون أي تفكير أو حتى أخذ مهلة من التفكير لما يكتب وهل كتاباته ستصب في صالح الوطن والمجتمع أم تكون هكذا كتابات عبثية لا هم سوى الإضرار بالمصلحة العام وزرع الفوضى والبلبلة في أفكار الناس.
ولأسوق في مقالي ختام مثال لما كتبه هذا الكاتب أو المثقف الألمعي في أخر بوست له على الفيس بوك جاء ينتقد توجيه مرجعيتنا الرشيدة عن السياسيين في التشبث بالسلطة والذي أنتقد هذا التوجيه وبكل وقاحة لأنه يمس من يؤيده مع العلم أن الكلام كان موجه للجميع ليصل به وبصلف لا يوصف انتقاده لدعوة المرجعية للجهاد الكفائي والتي وبحماقة ما بعدها من حماقة والتي هذه دعوة الجهاد الكفائي أشاد بها العدو قبل الصديق والتي أنقذت العراق وشعبه من مهاوي ومنزلقات خطيرة لا تحمد عقباه والتي كانت درس لكل العالم عن كيفية الجهاد لصون المقدسات والحرمات والأعراض والتي قلبت الطاولة على جميع المتآمرين على العراق وشعبه، فلا ادري كيف فسر هذا المثقف بدعوة المرجعية على غير منحاها وكيف إن قلمه أعطى له الحق بانتقاد تلك القمم الشامخة من العلم والفقه والقيادة لمرجعيتنا الرشيدة ممثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام الله ظله الشريف علينا) والذي بكتاباته تمثل قمة الفوضى الفكرية في إن كل من يمسك القلم ومن هب ودب ليكتب ما يحلو له وبدون أي رقيب أو وازع أخلاقي أو ديني والذي يمثل قمة الانحطاط الخلقي والثقافي والذي نعيشه الآن ومع الأسف الشديد في عراقنا وليس هذا المثقف هو حالة فردية شاذة بل يسير عليه الكثير من هؤلاء المحسوبين على الثقافة أو الكتابة ويعتبرون مايكتبونه هو دستور منزل لا يمكن مناقشته أو الحوار لمعارضته ولو كان كل مقال أو ما يكتبه يناقض الآخر ومن يحاوره ويناقشه يعتبره أصحاب فكر جامد وكونكريتي كما وصفني والذي عندما قرأت ضحكت منه بكل سخرية والذي أعطى الدليل على مدى سطحية وتفاهة أفكار من يلتزمون هذا الخط.
وفي الختام نقول لكل هؤلاء نحن أصحاب فكر ملتزم وثابت يعمل من أجل خدمة الصالح العام والمجتمع ولا نحمل إي أفكار عبثية تشيع البلبلة والفوضى ولا نؤمن بأنه نكتب من اجل الكتابة بل نكتب من أجل خدمة الناس والوطن والشعب وبما يتماشى مع مانحمله من أفكار التي زرعناها في أنفسنا وهي مخافة الله سبحانه وتعالى لأنه نحن نعمل بحديث نبينا الأكرم محمد (ص) الذي يقول { رأس الحكمة مخافة الله}وهذه الحكمة هي منة ونعمة من الله سبحانه وهذا ما أشار إليه عز وجل في محكم كتابه عندما قال {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.(6)
والتي باعتقادي المتواضع أن هؤلاء السائرين في هذا الخط قد غابت هذه الحكمة عنهم ولا تجدها موجودة في عقولهم القاصرة لأنهم محكومين بعقلية تمتد من أعلى رأسهم إلى أخمص قدمهم فقط لا غير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
المصادر:
1 ـ [ق: 17]
2 ـ [النحل: 125]
3 ـ [سورة غافر: الآية 19]
4 ـ [الإسراء: 13]
5 ـ [الإسراء: 14]
6 ـ [البقرة: 269]