احستْ بدوار خفيف ...بخطاها عائمة ، بالمكان غير ما اعتادته ...بأنها في الاعماق تائهة ...غيرُ مهمة ...مليئةٌ باللاشيء ، هربتْ من مرآة مرت بها ...اذ خافت ان تبصر ملامحها مقترنةً بهذه الضائعة .
لم يكن هذا الشعور غريباً ، او ضيفاً يمرّ بها للمرة الأولى ...تعرفه هي ، رغم انها لا تعرفُ له سبباً واضحاً...ولا يرتبط بحدثٍ خارج عن كيانها ، تعرفه رغم انه لا يتكرر كثيراً...تعرفه و لا تعرف علاجه ...كل ما تدريه انه يزول كما حمى بلا تشخيص .
قررت ان تمارس لعبةَ تشجيع الذات .......فتعطرت ....و سرحت شعرها بعناية ...ثم لجأت الى اغنيةٍ تحبها ...انطلق صوتٌ شجي ليحاكي غربتها مُواسياً : (هل عندك شكٌ انك احلى و اغلى امرأةٍ في الدنيا )....ارخت جفنيها للموسيقى في مقعد وثير لتطير مع الصوت المخملي ....علّها ترتفع من واديها ....علها تصدق انها احلى و اغلى امرأةٍ في الدنيا ...لكن ........و كما طير لم ينشر جناحيه بعد ....باغتتها العاصفة ...و هطلت امطار بلا رحمة فسالت اودية امتلأت بالمرارة على وجنتيها ......صارت الكلمات كما لعنات ٍصغيرة تطرق زجاجَ روحها فيتناثر ...دمعاً بلا هوية .
نشجتْ كمن وقف على اعتاب ان يقالَ له ان حبيباً مات .......لم تكن هي( الوردة و الريحانة و الياقوتة و السلطانة) ...أو اياً من ذلك الهراء ...لم تشعر انها( القمر الذي يطلع كل مساء من نافذة الكلمات) ....كانت تلك امرأةً اخرى ....بل ربما كل نساء الدنيا الا ......هي ....!.....الا ...هي !
لم تدر كيف تنقذ نفسها ....ولا عرفت حلاً....و لا درت من اين اتت و لا كيف اتت ....كل ما انتهت اليه ان ما يضرب وجدانها .........عاصفة ٌ خاصة جداً...تجعل منها (هي )....التي لا تشبه اخرى .