حسن عطا الله الخلخالي
قصيدة الشاعر بشر بن غالب الفرزدق في مدح الامام زين العابدين (عليه السلام )
بواسطة حسن عطا الله الخلخالي, 18th July 2014 عند 08:07 AM (2713 المشاهدات)
هذا الذي تعرف البطحاء وطأتــه
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهــم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلهــا
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
ينمي إلى ذروة العز التي قصرت
عن نيلها عرب الإسلام والعجم
يكاد يمسكه عرفان راحتـه
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
في كفه خيزران ريحه عبـق
من كف إروع في عرنينه شمم
يغضي حياءاً ويغضى من مهابته
فما يكلم إلا حين يبتسم
ينشق نور الهدى عن نور غــرته
كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم
منشقة عن رسول الله نبعتـه
طابت عناصره والخيم والشيم
هذا ابن فاطمة إن كنـت جاهلـه
بجده أنبياء الله قد ختموا
فليس قولك : من هذا ؟ بضـائره
العرب تعرف من أنكرت والعجم
كلتا يديه غياث عم نفعهما
تستوكفان ولا يعروهما عدم
سـهل الخليقة لا تخشى بــوادره
يزينه اثنان : حسن الخلق والشيم
لا يخلف الوعد ميمون نقيبتــه
رحب الفناء أريب حين يعتزم
عم البرية بالإحسان فانقشعت
عنها الغيابة والإملاق والعدم
من معشر حبهم دين وبغضهم
كفر وقربهم منجا ومعتصم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم
أو قيل : من خير أهل الأرض ؟ قيل هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهــم
ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت
والأسد أسد الشرى والبأس محتدم
لا ينقض العسر بسطاً من أكفهم
سيّان ذلك إن أثروا وإن عدموا
مقدم بعد ذكر الله ذكـرهم
في كل بدءٍ ومختوم به الكلم
يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم
خيم كريم وأيدٍ بالندى هضم
أي الخلائق ليست في رقابهـم
لأولية هذا أو له نعم