أوا تذكرين
أيتها الرمال الحالمة
حين كنا صغاراً..
نلهو في ربوعكِ العذراء ..
نسامر الأمنيات
ونتهامس
مع أغصان النخيل
وترقص في دواخلنا
أحلامنا الخضراء ..
يا لسعدنا !!!
حين يعانق في المدى
آذاننا ..
صهيل صوت شجّي
صافرة القطار
تداعب شجن الروح
أو سائق ..
يعزف لحن العودة
في أسماع الجزيرة الشماء..
والأعين ترقب الشط الآخر
على البعد ..
منْ الذي جاء ؟؟؟؟
يا لفرحتنا !!!
عاد الأحباب !!!
وذُرفت الدموعُ السعيدة
على ساحات الخدود
لصغار وكبار
صبايا ونساء ..
وفي ذات ليلة سوداء ..
نام أهلكِ
كسائر البشر ..
بعد يوم ملؤه تعب وعناء..
عبثت بعض أحلام
في خواطرهم ..
بذاك الغد العطوف ..
وعشم يملأ جوانحهم
بقدومه ..
سعد ورخاء ..
جاء الخبر الأليم ..
ماذا دهاك أيها النيل ُ؟؟؟
ما عهدناك غداراً ..
فكيف بأحبابك النبلاء ..
قد عانقوك
طوال الدهور
وعاهدوك على خوض
المكاره..
أين عهودك أيها النيل ؟؟؟
أين الوفاء ؟؟؟؟
لا تجزعي
أيتها الدرة الملتاعة
ولا تعبئي ..
فأنتِ من زرع فينا
حباً وعشقاً وعطاء ..
وفي حضرة الشامخ فينا
تتداعى كل أشكال الإنتماء..
ماذا أقول فيكِ
وأنتِ الأصالة والحضارة
ومهد الإباء ..
فحسانك
زانتهّن العفة تاجاً
وكساهّن من ألقه
ثوب الحياء..
ورجالك
جبال شم
تترّوى الشهامة
والشجاعة منهم خجلاً
والوفاء ..
ولعيون أطفالك
ترقص
أشجار النخيل فرحاً
يغازلها
النسيم في سرور
وانتشاء..
رعاكِ الجليل
نعمَ حافظاً !!!!
فأنتِ نبلٌ
عفافٌ وطهرٌ..
صفاءٌ ونقاء...