دخل إلى السوق ولفت انتباهه مراهق ينهال بالشتم على الرجل العامل .. بينما كان الرجل صامت وتترقرق في عينيه الدموع ، رحل المراهق فأقبل بابتسامة للعامل ليطيب خاطره . وقال له لا بأس هذا طائش مجنون ، رد قائلا لو كان هذا في بلدي لجعلته يبكي دما بدل الدموع ، ولكننا جئنا نبحث عن لقمة العيش .. فالفقر ذل والغربة عذاب يا عزيزي ..

مغترب عائد بعد غياب . تنهال دموعه في المطار عندما رأى دموع طفلة بالسادسة تبكي وهي تودع اباها الذي حصل على اقامة وعمل في دولة اخرى وكأنها تعلم بأنها لن تراه الا بعد عدة سنوات ، وبالجانب الآخر يصمد هذا العامل بوجه الاهانات من أجل لقمة العيش ...

عامل الكافتيريا مغترب وهو ذو خلق رفيع
يقول له : إن ابني عمره 25 سنه ..
وأنا متكفل بمصاريف دراسته في كلية الطب ..
ولوكان يعلم بأني في كل يوم تجرح كرامتي
من أجل ان أصنع كرامة له ..
لهدر الكرامة التي تهدر لأجلها كرامتي كل يوم ..
كل هذا ... بسبب الغربة!

رأى مقيما من بلده في احد الدول يحاول عبور الشارع
وأثناء عبوره أضأت الإشارة باللون الاخضر وكان ثمة شاب في سيارته وبدأ
يطلق الاهانات عليه صارخا في وجهه ¸
ذهب للمقيم ابن بلده الذي ظل جامدا كتمثال ..
وأقله بسيارته للمكان الذي يريد ..
وطيلة مسافة الطريق كان يتمتم ...

تعتبر الرسوم المتحركة من اهم الوسائل التثقيفية للطفل . وأقربها لعقله وابسطها لغة وفهما له . وعلماء التربية يؤكدون ان القيم الإنسانية للطفل تتكون في السنين السبع الأولى من عمره والتي تترتب عليها شخصية الطفل وأفكاره فيما بعد . ونلاحظ في عصرنا الحالي عصر العولمة والتجارة بكل شيء ...